صفحة 5 من 9 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 86

الموضوع: حبيته لما عرفته ...

  1. #41
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    روي عن أبي هريرة أن رسول الله(ص) قال:"إن الله لا ينظر إلى صوركم وألوانكم، ولكن ينظرإلى قلوبكم وأعمالكم"(مسلم) عن عبد الله بن عباس عن رسول الله (ص) فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى قال:" إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتب الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها، كتبها الله سيئة واحدة" روي عن ابن عباس وأنس ابن مالك أن رسول الله (ص) قال: "لو أن لابن آدم واديا من ذهب، أحب أن يكون له واديان، ولا يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب" ( البخاري ومسلم) روي عن أبي هريرة أن رسول الله ص) قال: " ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "(البخاري ومسلم) روي عن عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله (ص) عندما لقي العدو انتظر حتى مالت الشمس، ثم قام في الناس فقال:"أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، وسلةا الله العافية،فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف.ثم قال:" اللهم منزل الكتاب، ومجريالسحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم".) "إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار،جيىء بالموت حتى يجعل بين الجنو والنار، ثم يذبح ثم ينادي مناد،يا أهل الجنة لاموت،ويا أهل النار لاموت، فيزدادأهل الجنة فرحا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم " (مسلم) روي عن ابن عباس أن رسول الله(ص) قال:" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ " (البخاري)



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  2. #42
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    محبة الرسول صلى الله عليه و سلم

    عن أنس رضي الله عنه أن أعرابيًا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ متى الساعة‏؟‏
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما أعددت لها‏؟‏‏
    قال‏:‏ حب الله ورسوله
    قال‏:‏ ‏أنت مع من أحببت‏
    ‏متفق عليه‏ وهذا لفظ مسلم‏
    وفي رواية لهما‏:عن أنس جاء رجل فقال : متى الساعة يا رسول الله؟
    قال : ما أعددت لها؟
    قال : ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله
    قال : أنت مع من أحببت
    من كتاب رياض الصالحين - كتاب المقدمات - باب زيارة أهل الخير ومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم وطلب زيارتهم والدعاء منهم وزيارة المواضع الفاضلة

    وقال صلى الله عليه و سلم : من أحبني كان معي في الجنة
    كان رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليه لا يطرف فقال : ما بالك؟ قال بأبي أنت وأمي أتمتع من النظر إليك فإذا كان يوم القيامة رفعك الله بتفضيله فأنزل الله الآية
    وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً - سورة النساء آية 69





    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  3. #43
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    الأدب النبوي سلوك راق.. ومنهج حياة
    المقصود من اللقاء :
    ماهو حاصل في المجتمع اليوم من التخلي عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم سواء في الأدب أو ماهو أعلى من ذلك .
    ما المقصود بالسنة النبوية ؟السنة النبوية ومتابعتها : هو الدين كله .. كل ماورد عن النبي صلى الله عليه وسلم سواء الأعمال أو الاعتقادات هي السنة
    ومن ذلك قيل أهل السنة ..
    فأهل السنة :هم الذين بذلوا جهودهم في مطابقة ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قولا وعملا واعتقادًا .
    لذلك يقال : أهل السنة هم أهل الحديث .. أي الحديث النبوي..
    لأنهم يريدون أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله واعتقادته ويتابعونها بالضبط ..
    ولا تعلم سنة النبي صلى الله عليه وسلم إلا عن طريق الحديث
    استعمال العوام للسنّة : معنى السنة عند العوام: ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه بل يعاتب .. ( وهو معناها عند الفقهاء )
    بهذه الصورة ينقسم الدين إلى ثلاثة أقسام : فرائض - سنن – آداب
    الخلاصة : تطلق السنة على معنيين :
    السنة هي :1- الدين كله ( أهل السنة والحديث )
    2- جزء من الدين (فيصير الدين ثلاثة أجزاء : فرائض ، سنن ، آداب )

    والأداب تؤخذ من السنة أي: تؤخذ من الحديث .. ومن النصوص التي ورد ذكرها في القرأن والسنة
    لكن حكم الإتيان بها :
    محبوب الإتيان بها لأنها التي يحبها الله.. ولايعاقب من تركها لكنه يعاتب لتركه متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
    من يترك الآداب الواردة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ماذا سيفعل ؟ سيبدله بغيره .
    السبب : القوم أخذتهم حُمّى أخذت عقولهم اسمها : السلوك الراقي وهو الإتيكيت ، ودليل السلوك الراقي عندهم : أي دليل أي دليل إلا أن تقولي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتخبطوا ذات اليمين وذات الشمال
    فالقوم أصابتهم لوثة تتكلم عن مواكبة العصر ، ادعوا الحاجة إليها ، وسموها : الحاجة للتجديد
    تجديد الخطاب الديني ، تجديد كذا ، وبدأوا يُشعرون غيرهم أنهم بحاجة للتجديد .

    في خضم ذلك أين موقف الناس من الميراث النبوي؟بين تفريط وإفراط .. وكلاهما الذي فرّط أوأفرط نسي النصوص الدالة والموجهة في باب الأدب
    فالمفرّط نسي قول عبد الله ابن المبارك : [ من تهاون بالأدب عُوقب بحرمان السنن ومن تهاون بالسنن عُوقب بحرمان الفرائض ومن تهاون بالفرائض عُوقب بحرمان المعرفة.]
    لا يتصور أن استجلاب القلب وجمعه يكون فقط لحظة القيام بالعمل
    من يريد أن يجمع قلبه في الفرائض يبدأ من السنن لتعينه على جمع القلب ..
    مثل من يريد أن يجمع قلبه في الصلاة يبدأ من الأذان وأذكار الأذان ثم الوضوء ثم السنن ليجمع قلبه في الفريضة
    إذن : العبادات محاطة بأعمال تعين العبد على القيام بها وعلى جمع قلبه فيها .

    عندما يجد العبد نفسه ترك السنن يعلم أن سبق ذلك التهاون بالأدب

    لذلك يقول أهل العلم أن سبب زيادة سنة الظهر عن بقية الفرائض بسبب كون أن وقت الصلاة هو وقت انشغال القلب ليعود للاجتماع يحتاج إلى أربع ركعات كي يقف في الفريضة كما ينبغي .



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  4. #44
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    المعرفة:
    الإيمان وهيالغاية من كل عبادة ، الغاية من كل أمر، الغاية من كل نهي فالعبد يطلب زيادةالإيمان عند كل عمل يعمله

    .
    وبالعكس :

    كلما ترك العبد الآداب واستصغر تركه لهاكلما نقص الإيمان .
    هذه المسألة أرق ما تكون ، كأن كل شئ في الحياة يلامسالإيمان ، فأول مايتأثر إيمان العبد ، بأي ذنب ، بأي إرادة فاسدة تستقر وتهم بها.. هماً جازما ً.
    لذلك نجد أشخاصا يسيئون الأدب في حلق الطلب ، لا نتصور من شخصيسيء الأدب في حلق الطلب ثم يخرج محصلا للنفع
    العبد مطالب بالأدب من أجل يحصلالسنن ومطالب بالسنن لتحسين الفرائض
    ترك الآدب إلا وينقص من الإيمان بقدره


    ما وجه كون ترك الأدب منقص للإيمان ؟
    كأن لديك فرصة لزيادة الإيمان ولكنك لم تغتنمها فهذا هو النقصان .
    المفرّط: نسي كلام ابن القيم :
    "

    وأدب المرءعنوان سعادته وفلاحه وقلة أدبه عنوان شقاوته وبواره ، فما استجلب خير الدنياوالأخرة بمثل الأدب ولا استجلب حرمانها بمثل قلة الأدب " .
    كيف يكون الآدب عنوان فلاحالمرء وسعادته ؟
    الوجه الأول : العبد كلما التزم الأدب وامتثلها يزيد إيمانه، وزيادة الإيمان سبب لقبولالأقدار
    فالعبد عندما يتمثل الشرع ويقبل القدر تمت له السعادة .



    مثال:
    أدبالنبي صلى الله عليه وسلم مع الطعام : ( ما عاب النبي صلى الله عليهوسلم طعاماً قط ) ، و( لا تطّلب ما ليس بموجود

    )
    (

    يرضى به ) ( يرضى بالموجود )
    إذن: الأدب له علاقةبالإيمان بالقضاء والقدر
    يربى الطفل على أن لا يعيب طعاما ، ولا يتطلب ما ليسبموجود ينشأ شخصا راضيا بالقضاء والقدر
    ولا يبطر الأبناء إلا عندما لا يشكرالآباء
    لماذا قال ابن القيم " آدب المرء عنوان سعادته " ؟لأنالمتأدب عنده أمران :
    الأول: من جهة العبادة = حافظعليها وأتى بأسبابها
    الثاني: راضٍ بقضاء ربه
    مثال:
    شخص خرج من بيته يقول : بسم الله توكلتعلى الله ولاحول ولاقوة إلا بالله .. اللهم أعوذ بك أن أضِل أو أُضل أو أزِل أوأُزل
    كم عبادة جمع ؟الاستعانة ، التوكل ، البراءة منحوله وقوته ، الاستعاذة
    فمن يخرج وقلبه مجموع على الاستعانة والتوكل والبراءةوالاستعاذة ؛ سيكون سعيدا .
    "

    وقلة أدبه عنوان شقاوته وبواره " لماذا ؟
    لأنه سبب :
    لنقص الإيمان
    لعدم الرضاء بقضاءالله وقدره
    فما استجلب خير الدنيا والأخرة بمثل الأدب ولااستجلب حرمانها بمثل قلة الأدب " .خير الدنيا : السكون النفسي والرضا
    خيرالآخرة : الأجور
    الأدب النبوي منهج حياة
    كل ما نحتاجه موجود في السنة

    لكن : بيننا وبين الأدب : عدم العلم
    الشقاوة : أن أنتظر آراء الناس ، هل أفعل كذا ، هل لا أفعل كذا ؟!
    قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مقدمة كتابه " مختصر زاد المعاد " :"
    ومن هاهنا يعلم اضطرار العباد فوق كل ضرورة إلى معرفة الرسول وما جاء به فإنه لاسبيل إلى الفلاح إلا على يديه ولا إلى معرفة الطيب من الخبيث على التفصيل إلا من جهته فأي حاجة فرضت وضرورة عرضت .. فضرورة العبد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فوقها بكثير "




  5. #45
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    كأن الشيخ يحتج على من يقول : أنبقية العلوم ضروريةنقول : نعم ضرورية ، ولكنها لا تقدم على العلوم النافعة .
    لماذا لا نشعر بذلك ، لماذا لا نشعر بضرورة تعلم سنة النبيصلى الله عليه وسلم ؟
    يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : "
    وما ظنك بمن إن غاب عنك هديه وما جاء به طرفة عينفسد قلبك ، ولكن لا يحس بهذا إلا قلب حي ( وما لجرح ميت إيلام ) ، وإذا كانتالسعادة معلقة بهديه صلى الله عليه وسلم فيجب على كل من أحب نجاة نفسه أن يعرف هديهوسيرته وشأنه مايخرج به من خطة الجاهلين ( أي : طريقتهم ) والناس في هذا بين مستقلومستكثر ومحروم والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " .
    هذايطابق لتقسيم الناس سورة فاطر : [ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَاصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌوَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ] {فاطر:32}
    الناس في معرفتهم هديه صلى الله عليه وسلم1- مستقل: مقتصد
    2- مستكثر: السابق بالخيرات
    3- محروم: الظالم لنفسه

    مما يجب بقاؤه في أذهاننا ماوصفالله به رسوله
    قال تعالى : [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّاأَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا(45) وَدَاعِيًا إِلَى اللهِبِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا(46) ]. {الأحزاب}.
    قالالشيخ السعدي - رحمه الله تعالى- في قوله تعالى " وسراجاً منيراً" : "
    وذلك يقتضي أن الخلقَ في ظلمةٍ عظيمةٍ ، لا نورٌ يُهتدى به في ظلماتها ، ولاعلمٌ يُستدل به في جهاتها . حتى جاء اللهُ بهذا النبي الكريم فأضاءَ الله ُله تلكَالظلماتِ ، وعلّم به من الجهالات ، وهدى به ضلّالاً إلى الصراط المستقيم ، فأصبحأهلُ الاستقامةِ قد وضحَ لهم الطريقُ فمشوا خلف هذا الإمام وعرفوا به الخيرَوالشرَّ ، وأهلَ السعادةِ من أهلِ الشقاوة واستناروا به لمعرفة معبودهم ، وعرفوهبأوصافه الحميدة . وأفعاله السديدة ، وأحكامه الرشيدة ".
    وهذا يطابق قوله :[أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِفِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَزُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] {الأنعام:122}

    ويمكن أن يصل حاله ( المفرِّط ) إلى ما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم
    قال عليه الصلاة والسلم : (( ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئعلى أريكته فيقول بيننا وبينكم كتاب الله ، فما وجدنا فيه حلالاً استحللناه ، وماوجدنا فيه حراماً حرمناه ، وإن ماحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله ) . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه

    وهذا قد ظهر في زماننا .. ظهرتطائفة تسمى بالقرأنيين : رافضين للسنة ، كارهين لها ، باغضين لها ، متهمين السنةبالبطلان
    لا بد من اعتقاد أن السنة من الذكر الذي حفظ
    فالمطلوب من الذي لديه مال أن يطبع الكتب الستة وينشرها
    قال سهل بن عبد الله: "
    عليك بالأثر والسنة فإني أخاف أنه سيأتي عن قليل زمان إذا ذكرإنسان النبي صلى الله عليه وسلم والإقتداء به في جميع أحواله ذموه ونفروا عنهوتبرؤا منه وأذلوه وأهانوه " .

    المفرِّط: اتبع هواه .. امتثل أمر عقله .. وردّ الشريعة

    ليس ثمة إلا طريقان : 1- إما طريق الشرع
    2- وإما طريق الهوى
    قال تعالى: [فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوالَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَاتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَالظَّالِمِينَ] {القصص:50}
    لقد حصرت الأية الحكم في أمرين لا ثالث لهما : إماالاستجابة للمصطفى صلى الله عليه وسلم ، وإما اتباع الهوى

    يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا عذر لأحد في ضلالة ركبها حسبهاهدى ، ولافي هدى تركه حسبه ضلالة فقد بُيّنت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر .قال
    البربهاري رحمه الله: فانظر رحمك اللهكل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلاتعجلن ولا تدخلن في شئ منه حتى تسأل وتنظر : هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من العلماء ؟ فإن أصبتفيه أثراً عنهم ، فتمسك به ولا تجاوزه بشئ ولا تختر عليه شيئاً فتسقط في النار.

    ومن الناس يحتج ويقول الدين يسر فماذا نقول ؟
    نقول أن نفس الأعمال المأمورين بها هي يسيرة ، اليسر إذا أردت معرفتهفاجمع جميع النصوص الواردة وانظر إليها تجدها يُسر .
    لذلك جاء في المناظرة بينعالم من علماء السنة –محمد بن عبد الرحمن الأدرمي- ورجل تكلم ببدعة ودعا الناسإليها.
    فقال له محمد : هل علمها رسول الله أبو بكر وعمر وعثمان وعلي, أو لميعلموها ؟ قال: لم يعلموها . قال: فشيء لم يعلمه هؤلاء أعلمته أنت ؟!! قال الرجل : فإني أقول: قد علموها. قال: أفوسعهم أن لا يتكلموا به, ولا يدعوا الناس إليه أم لميسعهم ؟
    قال: بلى وسعهم .قال: فشيء وسع رسول الله وخلفائه، لا يسعك أنت ؟!! فانقطع الرجل . فقال الخليفة – وكان حاضرا - : لا وسع الله على من لم يسعه ماوسعهم.
    قال أبو العالية:
    تعلموا الإسلام فلاترغبوا عنه يميناً وشمالاً وعليكم بالصراط المستقيم وعليكم بسنة نبيكم والذي عليهأصحابه وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء
    لابد منتعظيم البدعة كون وقوعها في العبادات .. نعظم الخوف من الوقوع فيها ونذكر قول رسولالله : ( من أحدث قي أمرنا هذا ماليس منه فهو رد ) وقوله : ( كل محدثة بدعة وكلبدعة ضلالة وكل ضلالة في النار )

    لا بد من التعبد لله بالوقوف على السنة ،ونعبد الله بإرادة إقامة السنة وكراهية البدع .

    وقد اجتمع أهل التفريط مع أهل الإفراط في : 1- الوقوعفي ما يناقض مقتضى الإيمان نبوة محمد وهو التسليم المطلق والتام لما جاء به أوأُخبر عنه ، وتصديقه وطاعته فيما أمر به أو نهى عنه دون حرج أو ضيق أو مناقشة أوجدال أو تعقيب أو أخذ البعض وترك البعض الأخر أو الزيادة في دينه دون نقصان.. ( النقصان : من المعاصي )
    2- التقدم بين يدي الله ورسوله .. [يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوااللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] {الحجرات:1}
    التقدم بين الرسول صلى اللهعليه وسلم يناقض الإيمان ويناقض أن محمداً رسول الله .

    يقول ابن القيم رحمه الله عن هذه الآية في إعلام الموقعين : أي لاتقولواحتى يقول وتأمروا حتى يأمر ولاتفتوا حتى يفتي ولا تقطعوا أمراً حنى يكون هو الذييحكم فيه ويمضي .
    بمثل ما نخشى من المعاصي والتقصير بمثل مانخشى منالبدعة والزيادة، واعلم أن البدعة أحب للشيطان من المعصية ، لأن صاحب البدعة لايعودإلا من رحم الله وصاحب المعصية يعود إذا علم بمعصيته

    لكن أهل البدع يقولون: نحن نفعل الخير ونتعبد إلى الله
    نقول : الخير ورد فعله ووردت قيود تحدد فعله .

    وعلى ذلك فالناصح مؤتمن .. إرادتنا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أننرضي الله عزوجل .. ونجمع القلب على إرادة النصح وتلطف بإرادة وجه الله ليهتدوا

    من كان مخلصاً في النصيحة نفعت ولو بعد حين ...

    أسأل الله أنينفع بما سبق .. وليبلغ الشاهد الغائب .. لا تحصروا العلم ...



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  6. #46
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    اللهم صلى وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين










  7. #47
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً” (الأحزاب: 53)
    هذا جانب آخر من جوانب تأديب المؤمنين مع رسولهم - صلى الله عليه وسلم - ألا وهو تأديبهم في دخول بيوته - صلى الله عليه وسلم.

    ومما يروى في أ”باب نزول هذه الآية، ما ورد في الصحيحين من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوج زينب بنت جحش دعا القوم، فطعموا ثم جلسوا يتحدثون فأخذ كأنه يتهيأ للقيام، فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام وقام من القوم من قام، وقعد ثلاثة، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل فإذا القوم جلوس فرجع، وإنهم قاموا فانطلقوا، وجئت فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم قد انطلقوا فجاء حتى دخل، وذهبت أدخل فألقي الحجاب بيني وبينه، وأنزل الله تعالى هذه الآية، ومما قيل في أسباب نزول هذه الآية أيضاً أن أناساً كانوا يتحينون طعام النبي - صلى الله عليه وسلم - فيدخلون عليه قبل الطعام إلى أن ينضج، ثم يأكلون ولا يخرجون فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتأذى بهم فنزلت هذه الآية.

    افتتحت الآية الكريمة بنداء المؤمنين إيقاظاً لهم، ونودي بحرف النداء يا، الذي للبعيد، للإشارة إلى أنهم ينادون لأمر مهم يجب عليهم ان يوقظوا عقولهم وقلوبهم من أجله.
    وفي ندائهم بوصف الإيمان تذكير لهم بعهد الإيمان، ليكون حافزاً لهم في امتثال الحكم الوارد في قوله: “لا تدخلوا بيوت النبي” وفي جمع البيوت وإضافتها إلى النبي تعظيم وتوقير، وبيان لجلال صاحبها - صلى الله عليه وسلم - وفي اصطفاء وصف النبوة في قوله تعالى “لا تدخلوا بيوت النبي” إيحاء بأن دخول بيوت النبي بغير إذنه وإطالة المكث فيها، فيه قطع لتفرغه عن حسن التلقي وأن من حق الرسول، بل ومن مصلحة الأمة كلها ألا يشغل عن القيام بحق تلقي الإنباء عن ربه.

    إذن مقيد

    وقوله: “إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه” كثرت الآراء في إعراب هذا التركيب، منها ما ذهب إليه الزمخشري، وهو أن المصدر المؤول بعد أداة الاسثتناء واقع في معنى الظرف، أي إلا وقت أن يؤذن لكم، وأن قوله: “غير ناظرين إناه” حال من الضمير في “لا تدخلوا” وبهذا يرى أن الاستثناء يقدر عاماً وأن الظرف والحال داخلان في حكم الاستثناء، والمعنى على هذا أن هؤلاء ومن على شاكلتهم ممن كان يتحين نضج طعامه - صلى الله عليه وسلم - لا يدخلون بيوت النبي في أي وقت من الأوقات إلا وقت الإذن، ولا في أي حال من الأحوال إلا حال عدم الترقب لنضج الطعام، وقد كثرت الاعتراضات على هذا الرأي وفحواها أنه لا يستثنى شيئان بأداة واحدة دون عطف، وأراني متعاطفاً مع رأي الزمخشري، لأن المعنى بناء على مذهبه فيه مبالغة في النهي وكأن القرآن الكريم يشدد في التقييد على هذا الصنف من الناس لعدم مراعاتهم ظروف نبيهم في بيته بحيث لا يسمح لهم بالدخول إلى بيوته - صلى الله عليه وسلم - إلا في وقت وحال مقيدين، ومما يساعد عى قبول هذا التوجيه أيضاً - ويبينه - كثرة هذا النمط من القيود والتداخل في صياغة الآية الكريمة، وكأن هذه القيود وذلك التشابك في التركيب يحاكي تلك الأسس والقواعد والآداب، التي شرعت في هذه الآية لتنظيم دخول بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - مراعاة لمقامه وأحواله.

    وبالنظر في الآية نجد أن دخول بيوته - صلى الله عليه وسلم - لا يجوز لهؤلاء المتحينين، إلا أن يؤذن لهم على أن يكون هذا الإذن مقيداً بكونه إذناً لطعام، وبشرط أن يكونوا غير ناظرين إناه أي متحينين نضج طعامه - صلى الله عليه وسلم - فإذا تحينوا طعامه لا يكون ذلك إذناً، وقد قلت في بداية التحليل لهذه الآية: إن المقصود جماعة بعينها ممن كانوا ناظرين نضج طعامه - صلى الله عليه وسلم - قال الزمخشري: ومعناه: لا تدخلوا يا هؤلاء المتحينون للطعام، إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه، وإلا فلو لم يكن لهؤلاء خصوصاً، لما جاز لأحد أن يدخل بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن يؤذن له إذناً خاصاً، وهو الإذن الى الطعام فحسب، وبنظرة أخرى في هذا التركيب نلحظ أن التعبير القرآني يؤثر الاستئنذان على الاستئناس.

    العروة الوثقى

    ومدلول الآية يرشح هذا المعنى، فالعلاقة الوثيقة من الحب والمودة والألفة كانت شعار الرباط بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فهؤلاء الرجال الذين كانوا يتحينون وقت طعام رسولهم - صلى الله عليه وسلم - لم يكونوا إلا رجالاً أحبوا نبيهم من شغاف قلوبم وتعلقت نفوسهم ببيته الكريم، ولم يشعروا أنهم يؤذون النبي بتصرفاتهم تلك، لأن سماحة نفسه - صلى الله عليه وسلم -، وسعة صدره وكرمه قد أغرتهم بما كانوا يفعلونه.

    أقول: ولعل نداءهم بوصف الإيمان يؤكد تلك العروة الوثقى بينهم وبين نبيهم، إنها رابطة الإيمان وما تستلزمه من حب متبادل، وود وألفة مسبقة ومن أجل هذا كله كان إيثار الاستئذان على الاستئناس، لأن الاستئناس هو الاستعلام والاستكشاف وحسن الايناس لأهل البيت قبل دخوله ففيه معنى الإذن وزيادة.

    وقوله “يؤذن” ببناء الفعل للمجهول، للتنبيه على أهمية وقوع الإذن لدخول بيته - صلى الله عليه وسلم - دون نظر إلى الأذن، للعلم به مسبقاً وقد تكون في هذا البناء للمجهول، وتواري الفاعل فيه إشارة خفية إلى ما أصابه - صلى الله عليه وسلم - من ثقل وضيق نتيجة تصرفات هؤلاء الرجال، وعدم مراعاتهم لمشاعره وأهله في طول مكثهم، وتحينهم لطعامه، وبالتالي فإن تواري الآذن أي الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحاكي حالته التي أشرت إليها آنفاً والله أعلم.

    ويلحظ ان الفعل “يؤذن” جاء متعدياً ب (إلى) في الآية الكريمة، والشأن فيه أن يتعدى ب (في) يقال: أذن له في كذا، وأذنت له في الدخول، والذي أطمئن إليه هو ان السر في تعدية الفعل “يؤذن” ب “إلى” هو ما يتضمنه من توجيه رشيد، وتأديب رفيع لهؤلاء الرجال، حيث ينبغي لهم أن تكون غايتهم متجهة إلى طعامه - صلى الله عليه وسلم - حين توجه لهم الدعوة إلى مأدبته، فلا يلوون على شيء غيره، ولا يطمحون إلى سواه، ولا تتعداه أفكارهم إلى غيره من حديث ومؤانسة، وذلك مراعاة لحاله - صلى الله عليه وسلم - وتأدباً معه في بيته، وكأنه بهذا الفعل في تعديته ب (إلى) أنه بمثابة التوطئة والتمهيد لقوله سبحانه “فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث” حيث أمروا بالانتشار، ونهوا عن الاستئناس للحديث فور الانتهاء من الغاية التي دعوا لأجلها.

    آداب الضيافة

    وقوله “ولكن إذا دعيتم فادخلوا” استدراك من النهي عن الدخول إلى بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - بغير إذنه، وأوثرت “إذا” الظرفية على “إن” هنا، للدلالة على التحقق من الدعوة والتأكد منها .. فلا ينبغي التلهف إلى الدعوة وتلبيتها بمجرد شعور المدعو بذلك .. وكأني بالقرآن الكريم يرسم للمؤمنين من خلال سياق هذه الآية الخطوط العامة لآداب الضيافة من التحلي بالعفة، ومراعاة حال المزور، ووقته إلى آخر تلك الآداب، وتجد الفاء في قوله: “فادخلوا” تشير إلى وجوب مبادرة المخاطبين إلى تلبية الإذن بالدعوة إلى طعامه - صلى الله عليه وسلم - بلا تراخ، مراعاة لأوقاته - صلى الله عليه وسلم، لأن التأخر عن الطعام ليس من الأدب، إذ يجعل صاحب الدعوة - صلى الله عليه وسلم - في انتظار، وكذلك أشارت الفاء في قوله “فانتشروا” إلى وجوب المسارعة في خروج المدعوين من بيته - صلى الله عليه وسلم - فور الفراغ من الطعام، وذلك لانقضاء الغرض من الدعوة بانقضاء الطعام مراعاة لأحواله وأوقاته - صلى الله عليه وسلم.

    وأود التأكيد على أن النهي (مخصوص بمن دخل بغير دعوة، وجلس منتظراً للطعام من غير حاجة، فلا تفيد النهي عن الدخول بإذن لغير طعام، ولا عن الجلوس واللبث بعد الطعام لمهم آخر، ولو اعتبر الخطاب عاماً لكان الدخول واللبث المذكوران منهياً عنهما ولا قائل به).

    والقرآن الكريم يحث هؤلاء المدعوين على عدم النهم أو الشره في تناول طعامه - صلى الله عليه وسلم - مراعاة لضيق ذات يده، حيث يكفيهم الأكل من الطعام وتذوقه، وتلحظ هذا المعنى في إيثار لفظ “طعمتم” على “أكلتم” وقد لحظت أن لغة القرآن الكريم كثيراً ما تستعمل لفظ الأكل في مقام الشبع أو الإقبال على الطعام، بخلاف (الطعام) فإنه يستعمل في مقامات سد الرمق أو إطفاء غلة الجوع، وعلى هذا فيكون طعمتم “كناية عن التخفف من الأكل، فالقليل من طعامه الشريف فيه من البركة ما يكفي لإشباعهم.

    الاستئناس بعد الطعام

    وتجد التنكير في قوله: “ولا مستأنسين لحديث” يفيد التقليل، فقد نهى المخاطبون عن الاستئناس بعد الطعام بأي حديث مهما كان قصيراً معه - صلى الله عليه وسلم - وذلك مراعاة لوقته - صلى الله عليه وسلم - وأحواله، وقد أكد النهي هنا “لا” وقيل: إن اللام في قوله “لحديث”، للتعليل أي مستأنسين لأجل ان يحدث بعضكم بعضا، وقيل إنها للتقوية والتقدير: ولا مستأنسين حديث أهل البيت، وأرجح أن تكون اللام هنا للتقوية، لمناسبتها للسياق، فالمخاطبون كانوا قد ألفوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحديثه، وكانوا يجدون في ذلك كل الإيناس، ويساعدك على هذا الفهم ما في معنى الاستئناس من إصغاء وعناية في التسمع، وهذا يناسبه إصغاؤهم لحديث رسولهم - صلى الله عليه وسلم - والاستئناس له لا لحديث بعضهم لبعض في بيت النبي.

    وفي التعبير باسم الإشارة للبعيد “ذلكم” دلالة على خطورة ذلك اللبث أو الاستئناس بعد الطعام، وعظيم أثره في أذى النبي - صلى الله عليه وسلم - والمراد بأذاه التسبب في انشغاله عن أهله، وعبادته، وعن الوحي، والتفرغ لتدبير أمور أمته - صلى الله عليه وسلم، أضف إلى ما في ذلك من التضييق على أزواجه.

    والتعبير بالمضارع “يؤذي” دون اسم الفاعل، للدلالة على تكرر الأذى واستمراره بتكرر بقاء المخاطبين في بيته - صلى الله عليه وسلم - وقد أكد هذا المعنى ب “إن” وزيادة “كان” لتحقيق الخبر وكأن إيذاءهم إياه أصبح محققا واقعاً وفي ذلك كله إلهاب وتهييج للمخاطبين، ليتأدبوا بآداب الضيافة في بيته - صلى الله عليه وسلم - وفي التعبير عنه - عليه السلام - بوصف النبوة زيادة في الإلهاب والإثارة حثاً على مراعاة أواقته وأحواله، وقد جاء قوله: “إن ذلكم كان يؤذي النبي” بمثابة التعليل للنهي، أو للحكم السابق ولذا فصلت الجملة عما قبلها.

    والفاء في قوله - سبحانه - “فيستحيي منكم”، للتعليل أي ولا يخرجكم فيستحيي منكم، وفي هذا الطي مراعاة لجانب المخاطبين وتخفيف لآثار الحكم عليهم. فذلك النفر الذين استأنسوا للحديث في بيت الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد تناول الطعام، لم يتعمدوا إيذاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - بفعلهم هذا، ولم يخطر هذا في نفوسهم، كيف وقلوبهم مجتمعة حوله، ومرتبطة به؟ ولذلك تراهم في اللحظة التي أحسوا فيها أنهم أثقلوا على رسول الله ابتدروا إلى الباب، كما وصفهم أنس بن مالك - رضي الله عنه - في رواية أخرى.

    أقول: إنه مراعاة لجانب هؤلاء المخاطبين طوي أيضاً المقصود في قوله “والله لا يستحيي من الحق” حيث قدره بعضهم (بإخراجكم) وقد دلت الجملة السابقة على شدة حياء الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث لم يصرح لأصحابه بما كان يؤذيه بسبب تباطئهم في الخروج من بيته، وقد كفاه ربه مؤونة تبليغ هذا الأمر الداعي إليه حياؤه، فقال: “والله لا يستحيي من الحق” وفي هذا تكريم من الله تعالى لرسوله الكريم.



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  8. #48
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [align=center]
    إن من خير ما بذلت فيه الأوقات، و شغلت به الساعات هو دراسة السيرة النبوية العطرة، والأيام المحمدية الخالدة، فهي تجعل المسلم كأنه يعيش تلك الأحداث العظام التي مرت بالمسلمين، وربما تخيل أنه واحد من هؤلاء الكرام البررة التي قامت على عواتقهم صروح المجد ونخوة البطولة.
    وفي السيرة يتعرف المسلم على جوانب متعددة من شخصية النبي الخاتم ، وأسلوبه في حياته ومعيشته، ودعوته في السلم والحرب.
    وفيها أيضاً: يتلمس المسلم نقاط الضعف والقوة؛ وأسباب النصر والهزيمة، وكيفية التعامل مع الأحداث وإن عظمت.
    وبدراسة السيرة النبوية يستعيد المسلمون ثقتهم بأنفسهم، ويوقنون بأن الله معهم وناصرهم، إن هم قامو بحقيقة العبودية، له والانقياد لشريعته: إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7]، إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ [غافر:51]. وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج:40].
    وهذه عبارة عن رؤوس أقلام وجمل يسيرة في سيرة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام، قصد بها فتح الطريق أمام ناشئة المسلمين وشبيبتهم لدراسات أعمق لهذه السيرة النبوية الخالدة. قال الله تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ [الفتح:29].
    نسبه : هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن عبد مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو المتفق عليه في نسبه واتفقوا أيضاً أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام.
    أسماؤه : عن جبير بن مطعم أن الرسول قال: { إن لي أسماء، وأنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدميَّ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد } [متفق عليه]. وعن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله يسمي لنا نفسه أسماء فقال: { أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة } [مسلم].
    طهارة نسبه : اعلم رحمني الله وإياك أن نبينا المصطفى على الخلق كله قد صان الله أباه من زلة الزنا، فولد من نكاح صحيح ولم يولد من سفاح، فعن واثلة بن الأسقع أن النبي قال: { إن الله عز وجل اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم } [مسلم]، وحينما سأل هرقل أبا سفيان عن نسب رسول الله قال: { هو فينا ذو نسب، فقال هرقل: كذلك الرسل تبعث في نسب قومها } [البخاري].
    ولادته : ولد يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، قيل في الثاني منه، وقيل في الثامن، وقيل في العاشر، وقيل في الثاني عشر. قال ابن كثير: والصحيح أنه ولد عام الفيل، وقد حكاه إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري، وخليفة بن خياط وغيرهما إجماعاً.
    قال علماء السير: لما حملت به آمنة قالت: ما وجدت له ثقلاً، فلما ظهر خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب.
    وفي حديث العرباض بن سارية قال: سمعت رسول الله يقول: { إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدلٌ في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت، انه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام } [أحمد والطبراني].
    وتوفي أبوه وهو حَمْل في بطن أمه، وقيل بعد ولادته بأشهر وقيل بسنة، والمشهور الأول.
    رضاعه : أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياماً، ثم استُرضع له في بني سعد، فأرضعته حليمة السعدية، وأقام عندها في بني سعد نحواً من أربع سنين، وشُقَّ عن فؤاده هناك، واستخرج منه حظُّ النفس والشيطان، فردته حليمة إلى أمه إثر ذلك.
    ثم ماتت أمه بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة وهو ابن ست سنين، ولما مرَّ رسول الله بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة عام الفتح، استأذن ربّه في زيارة قبر أمه فأذن له، فبكى وأبكى من حوله وقال: { زوروا القبور فإنها تذكر بالموت } [مسلم]. فلما ماتت أمه حضنته أم أيمن وهي مولاته ورثها من أبيه، وكفله جده عبد المطلب، فلما بلغ رسول الله من العمر ثماني سنين توفي جده، وأوصى به إلى عمه أبي طالب فكفله، وحاطه أتم حياطة، ونصره وآزره حين بعثه الله أعزّ نصر وأتم مؤازرة مع أنه كان مستمراً على شركه إلى أن مات، فخفف الله بذلك من عذابه كما صح الحديث بذلك.
    صيانة الله تعالى له من دنس الجاهلية: وكان الله سبحانه وتعالى قد صانه وحماه من صغره، وطهره من دنس الجاهلية ومن كل عيب، ومنحه كل خُلقٍ جميل، حتى لم يكن يعرف بين قومه إلا بالأمين، لما شاهدوه من طهارته وصدق حديثه وأمانته، حتى أنه لما أرادت قريش تجديد بناء الكعبة في سنة خمس وثلاثين من عمره، فوصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يضعه أول داخل عليهم، فكان رسول الله فقالوا: جاء الأمين، فرضوا به، فأمر بثوبٍ، فوضع الحجر في وسطه، وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب، ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه . [أحمد والحاكم وصححه].

    زواجه : تزوجته خديجة وله خمس وعشرون سنة، وكان قد خرج إلى الشام في تجارة لها مع غلامها ميسرة، فرأى ميسرة ما بهره من شأنه، وما كان يتحلى به من الصدق والأمانة، فلما رجع أخبر سيدته بما رأى، فرغبت إليه أن يتزوجها.
    وماتت خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت، فلما ماتت خديجة رضي الله عنها تزوج عليه السلام سودة بنت زمعة، ثم تزوج عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ولم يتزوج بكراً غيرها، ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث رضي الله عنها، وتزوج أم سلمة واسمها هند بنت أمية رضي الله عنها، وتزوج زينب بنت جحش رضي الله عنها، ثم تزوج رسول الله جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، ثم تزوج أم حبيبة رضي الله عنها واسمها رملة وقيل هند بنت أبي سفيان. وتزوج إثر فتح خيبر صفية بنت حييّ بن أخطب رضي الله عنها، ثم تزوج ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهي آخر من تزوج رسول الله .
    أولاده : كل أولاده من ذكر وأنثى من خديجة بنت خويلد، إلا إبراهيم، فإنه من مارية القبطية التي أهداها له المقوقس.
    فالذكور من ولده: القاسم وبه كان يُكنى، وعاش أياماً يسيرة، والطاهر والطيب.
    وقيل: ولدت له عبدالله في الإسلام فلقب بالطاهر والطيب. أما إبراهيم فولد بالمدينة وعاش عامين غير شهرين ومات قبله بثلاثة أشهر.
    بناته : زينب وهي أكبر بناته، وتزوجها أبو العاص بن الربيع وهو ابن خالتها، ورقية تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفاطمة تزوجها علي بن أبي طالب فأنجبت له الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأم كلثوم تزوجها عثمان بن عفان بعد رقية رضي الله عنهن جميعاً. قال النووي: فالبنات أربع بلا خلاف. والبنون ثلاثة على الصحيح.
    مبعثه : بعث لأربعين سنة، فنزل عليه الملك بحراء يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، وكان إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه وتغيّر وجهه وعرق جبينه.
    فلما نزل عليه الملك قال له: اقرأ.. قال: لست بقارئ، فغطاه الملك حتى بلغ منه الجهد، ثم قال له: اقرأ.. فقال: لست بقارئ ثلاثاً. ثم قال: اقْرأْ بِاسْمِ رَبّكَ الَّذي خَلَقَ، خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ ورَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [العلق:1-5]. فرجع رسول الله إلى خديجة رضي الله عنها يرتجف، فأخبرها بما حدث له، فثبتته وقالت: أبشر، وكلا والله لا يخزيك أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحملُّ الكَلَّ، وتعين على نوائب الدهر.
    ثم فتر الوحي، فمكث رسول الله ما شاء الله أن يمكث لا يرى شيئاً، فاغتم لذلك واشتاق إلى نزول الوحي، ثم تبدى له الملك بين السماء والأرض على كرسيّ، وثبته، وبشره بأنه رسول الله حقاً، فلما رآه رسول الله خاف منه وذهب إلى خديجة وقال: زملوني.. دثروني، فأنزل الله عليه: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّر، وَثِيَابَكَ فَطَهِّر [المدثر:1-4]. فأمر الله تعالى في هذه الآيات أن ينذر قومه، ويدعوهم إلى الله، فشمَّر عن ساق التكليف، وقام في طاعة الله أتم قيام، يدعو إلى الله تعالى الكبير والصغير، والحر والعبد، والرجال والنساء، والأسود والأحمر، فاستجاب له عباد الله من كل قبيلة ممن أراد الله تعالى فوزهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة، فدخلوا في الإسلام على نور وبصيرة، فأخذهم سفهاء مكة بالأذى والعقوبة، وصان الله رسوله وحماه بعمه أبي طالب، فقد كان شريفاً مطاعاً فيهم، نبيلاً بينهم، لا يتجاسرون على مفاجأته بشيء في أمر رسول الله لما يعلمون من محبته له.
    قال ابن الجوزي: وبقي ثلاث سنين يتستر بالنبوة، ثم نزل عليه: فاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَر [الحجر:94]. فأعلن الدعاء. فلما نزل قوله تعالى: وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ [الشعراء:214]، خرج رسول الله حتى صعد الصفا فهتف ( يا صباحاه! ) فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد! فاجتمعوا إليه فقال: ( أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ قالوا ما جربنا عليك كذباً. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب: تباً لك، أما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام، فنزل قوله تعالى: تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ وَتَبْ إلى آخر السورة. [متفق عليه].
    صبره على الأذى: ولقي الشدائد من قومه وهو صابر محتسب، وأمر أصحابه أن يخرجوا إلى أرض الحبشة فرارا من الظلم والاضطهاد فخرجوا.
    قال ابن إسحاق: فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله من الأذى ما لم تطمع فيه حياته، وروى أبو نعيم عن أبي هريرة قال: { لما مات أبو طالب تجهَّموا رسول الله فقال: يا عم ما أسرع ما وجدت فقدك }.
    وفي الصحيحين: أنه كان يصلي، وسلا جزورٍ قريب منه، فأخذه عقبة بن أبي معيط، فألقاه على ظهره، فلم يزل ساجداً، حتى جاءت فاطمة فألقنه عن ظهره، فقال حينئذ: { اللهم عليك بالملأ من قريش }. وفي أفراد البخاري: أن عقبة بن أبي معيط أخذ يوماً بمنكبه ، ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه به خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر فدفعه عنه وقال أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟
    رحمته بقومه: فلما اشتد الأذى على رسول الله بعد وفاة أبي طالب وخديجة رضي الله عنها، خرج رسول الله إلى الطائف فدعا قبائل ثقيف إلى الإسلام، فلم يجد منهم إلا العناد والسخرية والأذى، ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه، فقرر الرجوع إلى مكة. قال : { انطلقت – يعني من الطائف – وأنا مهموم على وجهي، فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب – ميقات أهل نجد – فرفعت رأسي فإذا سحابة قد أظلتني، فنظرت، فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردّوا عليك، وقد أرسل لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، ثم ناداني ملك الجبال، قد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين – جبلان بمكة – فقال رسول الله : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً } [متفق عليه].
    وكان رسول الله يخرج في كل موسم، فيعرض نفسه على القبائل ويقول: { من يؤويني؟ من ينصرني؟ فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي! }.
    ثم أن رسول الله لقي عند العقبة في الموسم ستة نفر فدعاهم فأسلموا، ثم رجعوا إلى المدينة فدعوا قومهم، حتى فشا الإسلام فيهم، ثم كانت بيعة العقبة الأولى والثانية، وكانت سراً، فلما تمت أمر رسول الله من كان معه من المسلمين بالهجرة إلى المدينة، فخرجوا أرسالاً.
    هجرته إلى المدينة: ثم خرج رسول الله هو وأبو بكر إلى المدينة فتوجه إلى غار ثور، فأقاما فيه ثلاثاً، وعني أمرهم على قريش، ثم دخل المدينة فتلقاه أهلها بالرحب والسعة، فبنى فيها مسجده ومنزله.
    غزواته : عن ابن عباس قال: لما خرج رسول الله من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون، لَيهَلِكُنَّ، فأنزل الله عز وجل: أُذِنَ للَّذينَ يُقَاتَلُنَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا [الحج:39]. وهي أول آية نزلت في القتال. وغزا رسول الله سبعاً وعشرين غزاة، قاتل منها في تسع: بدر، وأحد، والريسيع، والخندق، وقريظة، وخيبر، والفتح، وحنين، والطائف، وبعثَ ستاً وخمسين سرية.
    حج النبي واعتماره: لم يحج النبي بعد أن هاجر إلى المدينة إلا حجة واحدة، وهي حجة الوداع. فالأولى عمرة الحديبية التي صدّه المشركون عنها. والثانية عمرة القضاء، والثالثة عمرة الجعرانة، والرابعة عمرته مع حجته.
    صفته : كان رسول الله ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون - أي أبيض بياضاً مشرباً بحمرة - أشعر، أدعج العينين –أي شديد سوادهما – أجرد –أي لا يغطي الشعر صدره وبطنه -، ذو مَسرُبه – أي له شعر يكون في وسط الصدر والبطن.
    أخلاقه : كان أجود الناس، وأصدقهم لهجة، وألينهم طبعاً، وأكرمهم عشرة، قال تعالى: َإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيمٍ [القلم:4]. وكان أشجع الناس وأعف الناس وأكثرهم تواضعاً، وكان أشد حياء من العذراء في خدرها، يقبل الهدية ويكافئ عليها، ولا يقبل الصدقة ولا يأكلها، ولا يغضب لنفسه، وإنما يغضب لربه، وكان يأكل ما وجد، ولا يدُّ ما حضر، ولا يتكلف ما لم يحضره، وكان لا يأكل متكئاً ولا على خوان، وكان يمر به الهلال ثم الهلال ثم الهلال، وما يوقد في أبياته نار، وكان يجالس الفقراء والمساكين ويعود المرضى ويمشي في الجنائز.
    وكان يمزح ولا يقول إلا حقاً، ويضحك من غير قهقهة، وكان في مهنة أهله، وقال: { خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي } [الترمذي وصححه الألباني]، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: خدمت رسول الله عشر سنين فما قال لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله، ألا فعلت كذا!!.
    وما زال يلطف بالخلق ويريهم المعجزات، فانشق له القمر، ونبع الماء من بين أصابعه، وحنَّ إليه الجذع، وشكا إليه الجمل، وأخبر بالغيوب فكانت كما قال.
    فضله : عن جابر بن عبدالله أن النبي قال: { أعطيت خمساً لم يعطهن أحدٌ قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه، وبعثت إلى الناس كافة } [متفق عليه]. وفي أفراد مسلم من حديث أنس عن النبي أنه قال: { أنا أول الناس يشفع يوم القيامة، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة }. وفي أفراده من حديث أبي هريرة عن النبي أنه قال: { أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشقُّ عنه القبر، وأول شافع وأول مُشفع }.
    عبادته ومعيشته : قالت عائشة رضي الله عنها: { كان رسول الله يقوم حتى تتفطر قدماه، فقيل له في ذلك، فقال: أفلا أكون عبداً شكوراً } [متفق عليه]، وقالت: وكان مضجعه الذي ينام عليه في الليل من أَدَمَ محشوّاً ليفاً!! وفي حديث ابن عمر قال: لقد رأيت رسول الله يظلُّ اليوم يَلتَوي ما يجد دِقْلاً يملأ بطنه – والدقل ردئ التمر -!! ما ضره من الدنيا ما فات وهو سيد الأحياء والأموات، فالحمد لله الذي جعلنا من أمته، ووفقنا الله لطاعته، وحشرنا على كتابه وسنته آمين، آمين.

    من أهم الأحداث:

    الإسراء والمعراج: وكان قبل الهجرة بثلاث سنين وفيه فرضت الصلاة.
    السنة الأولى: الهجرة - بناء المسجد - الانطلاق نحو تأسيس الدولة - فرض الزكاة.
    السنة الثانية: غزوة بدر الكبرى وفيها أعز الله المؤمنين ونصرهم على عدوهم.
    السنة الثالثة: غزوة أحد وفيها حدثت الهزيمة بسبب مخالفة تعليمات النبي ونظر الجنود إلى الغنائم.
    السنة الرابعة: غزوة بني النضير وفيها أجلى رسول الله يهود بني النضير عن المدينة لأنهم نقضوا العهد بينهم وبين المسلمين.
    السنة الخامسة: غزوة بني المصطلق وغزوة الأحزاب وغزوة بني قريظة.
    السنة السادسة: صلح الحديبية، وفي هذه السنة حُرّمت الخمر تحريماً قاطعاً.
    السنة السابعة: غزوة خيبر، وفي هذه السنة دخل رسول الله والمسلمون مكة واعتمروا، وفيها أيضاً تزوج رسول الله صفية بنت حُيَيّ.
    السنة الثامنة: غزوة مؤتة بين المسلمين والروم، وفتح مكة وغزوة حُنين ضد قبائل هوازن وثقيف.
    السنة التاسعة: غزوة تبوك وهي آخر غزواته ، وفي هذه السنة قدمت الوفود على رسول الله ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وسمي هذا العام عام الوفود.
    السنة العاشرة: حجة الوداع، و حج فيها مع النبي أكثر من مائة ألف مسلم.
    السنة الحادية عشرة: وفاة رسول الله وكان ذلك في يوم الاثنين من شهر ربيع الأول مع اختلاف في تحديد هذا اليوم من الشهر. وتوفي وله من العمر ثلاث وستون سنة، منها أربعون سنة قبل النبوة، وثلاث وعشرون سنة نبياً رسولاً، منها ثلاث عشرة سنة في مكة، وعشر سنين بالمدينة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
    [/align]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  9. #49
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    حلقة خاصة ومميزة تحدث الشيخ محمد حسان عن مكانة المصطفى صلى الله عليه وسلم وذلك ضمن الحلقات التى تناول فيها الحديث عن الهجرة والدروس المستفادة منها ، حيث فضّل فى هذه الحلقة توضيح قدر الحبيب النبى عند مولاه عز وجل ، واستهل الشيخ الحلقة قائلاً:
    في البداية، أوضح حسان أن شأن المصطفى عند الله عظيم، وإن قدر الحبيب عند ربه لكريم، فلقد خلق الله الخلق واصطفى من الخلق الأنبياء، واصطفى من الأنبياء الرسل، واصطفى من الرسل أولى العزم الخمسة، نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمداً صلوات الله عليهم جميعا، واصطفى من أولى العزم الخمسة الخليلين الحبيبين إبراهيم ومحمداً واصطفى محمداً على جميع خلقه، فشرح له صدره ورفع له ذكره وأعلى له قدره ووضع عنه وزره، وزكاه ربه فى كل شئ.
    واستعرض الشيخ جوانب التزكية التي أتت للرسول: زكاء فى عقله فقال سبحانه: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} سورة النجم، وزكّاه فى صدقه فقال سبحانه: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} سورة النجم، وزكاه فى فؤاده فقال سبحانه: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} سورة النجم، وزكاه فى بصره فقال سبحانه: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} سورة النجم، وزكاه فى صدره فقال سبحانه: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} سورة الشرح، وزكاه فى حلمه فقال سبحانه: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} سورة التوبة، وزكاه كله فقال سبحانه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} سورة القلم، بأبى هو وأمى.
    وأضاف حسان: إننا و نحن نعيش فى رحاب عام هجرى جديد يجب أن نعرف أن تكريم الله العلى لحبيبنا النبى يتجلى فى قسمه سبحانه بعمر المصطفى وبحياته ، قال ابن عباس رضى الله عنهما: والله ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفساً أكرم عليه من محمد، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غير محمد فقال جل وعلا: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} سورة الحجر،أقسم الله بحياة حبيبه المصطفى فيقول ربه له: من خلال معنى الآية "وحياتك يا محمد إن أهل الشرك إن أهل الكفر فى ضلالهم يترددون ويتخطفون ويتحيرون: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}.
    بل لم يقسم الله جل وعلا لنبى من أنبيائه بصفة الرسالة إلا لحبيبنا المصطفى فقال جل وعلا: {يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} سورة يس يقسم الله لنبينا فقط بأنه رسول من عنده .
    بل وأقسم الله بالضحى: {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} سورة الضحى ، أنه ما أهمل محمداً وما قلاه بعدما اختاره واصطفاه واجتباه وأن ما أعده له فى الآخرة خير له من كل ما أعطاه فى دنياه، وقد جمع الله له الكرامة والسعادة فى الدارين مع الزيادة فقال جل فى علاه: {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ *وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} سورة الضحى .
    واستعرض حسان تقدير رب العزة للنبي الأكرم بقوله : خاطب الله جميع الأنبياء والمرسلين بأسمائهم مجردة إلا المصطفى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ } سورة البقرة. {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا} سورة هود:{وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} سورة الصافات، { يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ } سورة طـه، {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } سورة آل عمران {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ } سورة ص، {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا } سورة مريم ، {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} سورة مريم، {قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ } سورة هود.
    أما المصطفى فنادى عليه ربه بقوله : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ } سورة الأحزاب، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} سرة الأحزاب ، وداعياً إلى الله وداعياً إلى الله: { بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} سورة الأحزاب، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ } سورة المائدة، وتدبر معى هذه الكرامة فإن الله جل وعلا قد خاطب حبيبة فأخبره بالعفو عنه قبل الفعل الذى فعله قال سبحانه: {عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} سورة التوبة.
    وينتقل إلى صورة أخرى من مكانة النبي الاكرم عند الإله الأعظم فيقول " قدم الله العفو عن حبيبه ثم أخبره بفعلته بعد ذلك: {عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} سورة التوبة، وخصه تبارك وتعالى بالشفاعة العظمى فى الآخرة وهى المقام المحمود الذى ذكره الله فى قوله: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} سورة الإسراء.
    وخصه الله جل وعلا بالوسيلة التي هى أعلى منزلة فى الجنة كما فى صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أن النبى قال: "إذا سمعتم المؤذن يؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا على فإنه من صلى على مرة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لى الوسيلة، فإنها منزلة فى الجنة لا تتبغى إلا لعبد، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لى الوسيلة حلت له شفاعتى".
    وخصه الله بالكوثر وهو حوض أو نهر فى الجنة ماءه أشد بياضاً من الثلج، وأحلى مذاقا من اللبن بالعسل، وطينه أو طيبه، كالمسك الأذفر وعدد آنيته بعدد نجوم السماء من شرب منه شربة بيد الحبيب المصطفى، لا يشقى بعد هذه الشربة أبداً حتى يسعد بالنظر إلى وجه الله فى الجنة الكوثر: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} سورة الكوثر .
    ففى الصحيحين من حديث أنس واللفظ للبخارى أن الحبيب النبى قال: " بينما أنا أسير فى الجنة" دخل النبى الجنة- نعم رأى النبى الجنة فى الدنيا وهو يصلى صلاة الاستسقاء، ودخل النبى الجنة ليلة المعراج والإسراء يقول الحبيب:" بينما أنا أسير فى الجنة إذا أنا بنهر حافتاه شاطئاه- قباب الدر المجوف فقلت: ما هذا يا جبريل؟ فقال جبريل: هذا الكوثر الذى أعطاك ربك عز وجل" يقول الحبيب: فإذا طيبه- أو طينه- مسك أذفر.
    وفى رواية مسلم من حديث أنس قال المصطفى "حوضى أشد بياضاً من الثلج وأحلى من اللين بالعسل عدد آنيته أكثر من نجوم السماء وإنى لأرد الناس عنه يوم القيامة- أى: من غير المؤمنين، أى من غير الموحدين، كما يرد الرجل إبل الناس عن حوضه فقالوا: وهل تعرفنا يومئذ يا رسول الله؟ هل تعرف أمتك من بين سبعين أمة فى أرض المحشر ؟ فقال المصطفى :" نعم إن لكم يومئذ سيما" أى: علامة تختلفون بها عن كل الأمم " تأتونى أو تردون على غراً محجلين من أثر الوضوء
    ثم أخذ الله الميثاق على جميع النبيين والمرسلين إن بعث فيهم محمد أن يؤمنوا به وأن ينصروه قال جل وعلا: {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} سورة آل عمران.
    ويختتم حسان حلقته بـ" هذه مكانة النبى الأمين عند رب العالمين، و والله لو ظللت أتحدث اليوم عن مكانة النبى عند الرب العلى من خلال القرآن والسنة فقط والله لاحتجت إلى عشرة لقاءات على قدر جهلى، فلو تحدث عالم من أهل العلم والفضل لاحتاج إلى مئات اللقاءات، ليبين قدر الحبيب عند رب الأرض والسماوات جل وعلا، فوالله إن قدره عند الله لعظيم، وإن شرفه عند الله الكبير"




    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  10. #50
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [align=center] العفو المحمدي الأعظم
    بعد غزوة الأحزاب - والتي تجمعت فيها كل قوى الكفر في الجزيرة، وأرهقت المسلمين إرهاقا شديدا - خرج المؤمنون من عنق الزجاجة، وقويت شوكتهم، وأخذوا في رد اعتبارهم وتقليم أظافر عدوهم.

    وقد عاهد النبي صلوات الله عليه قريشا عهدا سُمي “بصلح الحديبية” وفيه الموادعة لمدة عشر سنين بين الفريقين، وبدأ الإسلام ينتشر في جو صحو وحرية جديدة، فكان يكسب كل يوم أرضا جديدة.

    لكن قريشاً كعادتها نقضت العهد واعتدت على حلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم وهنا دارت الدائرة عليها، وكان فتح مكة، وجاء الميلاد الجديد لدولة الإسلام.
    كيف فتح محمد عليه السلام مكة ؟ وما فعل بأهلها، الذين كذبوه وأهانوه وأخرجوه ؟

    قال ابن إسحاق: فزعم بعض أهل العلم أن سعدا حين وجه داخلا، قال: (اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة!) فسمعها رجل من المهاجرين قال ابن هشام: هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال يا رسول الله اسمع ما قال سعد بن عبادة، ما نأمن أن يكون له في قريش صولة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب أدركه فخذ الراية منه فكن أنت الذي تدخل بها.

    وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عهد إلى أمرائه من المسلمين حين أمرهم أن يدخلوا مكة، ألا يقاتلوا إلا من قاتلهم.

    ودخل مكة عليه الصلاة والسلام متواضعا أشد ما يكون التواضع، فلما انتهى إلى ذي طوى وقف على راحلته، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضع رأسه تواضعا لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى إن لحيته - لتكاد تمس واسطة الرحل.

    “اذهبوا فأنتم الطلقاء”

    قال ابن إسحاق: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل مكة، واطمأن الناس، خرج حتى جاء البيت فطاف به سبعا على راحلته، فلما قضى طوافه دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، ففتحت له فدخلها.

    ثم قام على باب الكعبة، فقال: [لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى، فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج]

    ثم قال: (يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس من آدم وآدم من تراب، ثم تلا هذه الآية: (يَا أَيهَا الناسُ إِنا خَلَقْنَاكُم من ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِن أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِن اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات - 13)

    ثم قال: (يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم)؟ قالوا: (خيرا، أخٌ كريم وابن أخٍ كريم). قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء).

    هذا العفو الكبير هل شهدت الدنيا مثيلا له ؟!

    إن المحفوظ من سيرته عليه السلام أنه ما انتقم لنفسه قط، فلا تستفزه الإهانات ولا الشدائد، بل لا تزيده إلا حِلما على حلم.


    أعظم الرسالات سماحة

    لقد أصابت الألمانية سيجرد هونكة حينما قالت: إن الإسلام بلا شك أعظم الديانات سماحة ورحمة وتلك السماحة ليست وقفا على النبي صلى الله عليه وسلم بل تعلمها منه المؤمنون من بعده.

    فحين فتح عمر بن الخطاب بيت المقدس، كان بإمكانه ألا يستبقي أحدا من أهل الكتاب حيا، لكنه أمّنهم وعاهدهم وحنا عليهم.

    وحين فتحها صلاح الدين عفا عن الفرنجة الذي استباحوها وقتلوا فيها ستين ألفا من الرجال والنساء والأطفال، ويقال سبعون ألفا، ألا ما أجمل قول الشاعر المسلم:


    ملكنا فكان العفو منا سجية

    وملكتم فسالت بالدماء الأبطحُ

    حسبكم هذا التفاوت بيننا

    وكل إناء بالذي فيه ينضحُ

    أما الذين يلمزون الإسلام بأنه دين توسعي، فإنهم يظلمونه ظلما شديدا، فحين خرج المؤمنون من جزيرتهم فاتحين لمصر ولبلاد الشام وغيرها، لم يخرجوا كبرياءً ولا تسلطا، بل خرجوا للإنقاذ وللبناء، لإنقاذ أهل البلاد من طغيان الاستعباد، ولبناء حضارة إنسانية جديدة.

    لقد خرجوا بلغةٍ يعرفها الجميع، إنها لغة الرحمة الإنسانية العامة التي يحتاجها كوكبنا الآن.


    [/align]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

صفحة 5 من 9 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. رساله من مدرس الرياضيات الى حبيته
    بواسطة حمـود في المنتدى المنقول هنا
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-01-2008, 14:13
  2. أنا حبيته...وقصيته !!؟؟
    بواسطة zero في المنتدى مضيف التصاميم
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-05-2006, 15:58

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته